فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان، عن عروة أنه كان إذا رأى من ماله شيئًا يعجبه، أو دخل حائطًا من حيطانه قال: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} ويتأول قول الله: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن زياد بن سعد قال: كان ابن شهاب إذا دخل أمواله قال: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} ويتأول قوله: {ولولا إذ دخلت جنتك} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مطرف قال: كان مالك إذا دخل بيته قال: {ما شاء الله} قلت لمالك لم تقول هذا؟ قال: ألا تسمع الله يقول: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن حفص بن ميسرة قال: رأيت على باب وهب بن منبه مكتوبًا {ما شاء الله} وذلك قول الله: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عمر بن مرة قال: إن من أفضل الدعاء قول الرجل: {ما شاء الله}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن إبراهيم بن أدهم قال: ما سأل رجل مسألة أنجح من أن يقول: {ما شاء الله}.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، عن يحيى بن سليم الطائفي، عمن ذكره قال: طلب موسى عليه السلام من ربه حاجة فأبطأت عليه فقال: {ما شاء الله} فإذا حاجته بين يديه فقال: يا رب أنا أطلب حاجتي منذ كذا وكذا أعطيتنيها الآن؟ فأوحى الله إليه يا موسى، أما علمت أن قولك: {ما شاء الله} أنجح ما طلبت به الحوائج.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي، عن معاذ بن جبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قال: ما هو؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله».
وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وصححه والنسائي، عن قيس بن سعد بن عبادة «أن أباه دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه قال: فخرج عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم- وقد صليت ركعتين واضطجعت، فضربني برجله وقال: ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قلت: بلى. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله».
وأخرج أحمد، عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: «يا أبا ذر، ألا أعلمك كلمة من كنز الجنة؟ قال: بلى. قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله».
وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي أيوب الأنصاري قال: «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنه كنز من كنوز الجنة».
وأخرج ابن أبي شيبة، عن زيد بن ثابت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «ألا أدلكم على كنز من كنوز الجنة؟ تكثرون من لا حول ولا قوة إلا بالله».
وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة».
وأخرج أبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الشعب، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل أو مال أو ولد فيقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله إلا دفع الله عنه كل آفة حتى تأتيه منيته. وقرأ: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}».
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر، عن أنس رضي الله عنه قال: من رأى شيئًا من ماله فأعجبه فقال: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} لم يصب ذلك المال آفة أبدًا، وقرأ: {ولولا إذ دخلت جنتك} الآية. وأخرجه البيهقي في الشعب، عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا.
وأخرج ابن مردويه، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها، فليكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}».
وأخرج أحمد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة تحت العرش؟ قلت: نعم. قال: أن تقول: {لا قوة إلا بالله}» قال عمرو بن ميمون: قلت لأبي هريرة- رضي الله عنه-: لا حول ولا قوة إلا بالله. فقال: لا إنها في سورة الكهف {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.
وأخرج ابن منده في الصحابة من طريق حماد بن سلمة، عن سماك، عن جرير قال: خرجت إلى فارس فقلت: {ما شاء الله لا قوة إلا بالله} فسمعني رجل فقال: ما هذا الكلام الذي لم أسمعه من أحد منذ سمعته من السماء؟ فقلت: ما أنت وخبر السماء؟ قال: إني كنت مع كسرى فأرسلني في بعض أموره، فخرجت ثم قدمت، فإذا شيطان خلفني في أهلي على صورتي، فبدأ لي، فقال: شارطني على أن يكون لي يوم ولك يوم، وإلا أهلكتك، فرضيت بذلك، فصار جليسي يحادثني وأحادثه، فقال لي ذات يوم: إني ممن يسترق السمع والليلة نوبتي، قلت: فهل لك أن أختبئ معك؟ قال: نعم. فتهيأ ثم أتاني فقال: خذ بمعرفتي، وإياك أن تتركها فتهلك، فأخذت بمعرفته فعرج بي حتى لمست السماء، فإذا قائل يقول: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله. فسقطوا على وجوههم وسقطت، فرجعت إلى أهلي فإذا أنا به يدخل بعد أيام، فجعلت أقول: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله. قال: فيذوب لذلك حتى يصير مثل الذباب. ثم قال لي: قد حفظته فانقطع عنا.
وأخرج أحمد في الزهد، عن يحيى بن سليم الطائفي، عن شيخ له قال: الكلمة التي تزجر بها الملائكة الشياطين حتى يسترقون السمع {ما شاء الله}.
وأخرج أبو نعيم في الحلية، عن صفوان بن سليم قال: ما نهض ملك من الأرض حتى يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حول ولا قوة إلا بالله دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم».
وأخرج ابن مردويه والخطيب والديلمي من طرق، عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال: «أخبرني جبريل أن تفسير {لا حول ولا قوة إلا بالله} أنه لا حول عن معصية الله، إلا بقوة الله، ولا قوة على طاعة الله، إلا بعون الله».
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنها في لا حول ولا قوّة إلا بالله قال: لا حول بنا على العمل بالطاعة إلا بالله، ولا قوة لنا على ترك المعصية إلا بالله.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن زهير بن محمد أنه سئل، عن تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله قال: لا تأخذ ما تحب إلا بالله، ولا يمتنع مما تكره إلا بعون الله.
{فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40)}.
أخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الحسبان العذاب.
وأخرج الطستي، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {حسبانًا من السماء} قال: نارًا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول:
بقية معشر صبت عليهم ** شآبيب من الحسبان شهب

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله: {حسبانًا من السماء} قال: نارًا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فتصبح صعيدًا زلقًا} قال: مثل الجزر.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {حسبانًا من السماء} قال: عذابًا {فتصبح صعيدًا زلقًا} أي قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيء {أو يصبح ماؤها غورًا} أي ذاهبًا قد غار في الأرض {وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه} قال يصفق {على ما أنفق فيها} متلهفًا على ما فاته.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي رضي الله عنه في قوله: {صعيدًا زلقًا} قال: الصعيد الأملس، والزلق التي ليس فيها نبات {وأحيط بثمره} قال: بثمر الجنتين فأهلكت {فأصبح يقلب كفيه} يقول: ندامة عليها {وهي خاوية على عروشها} قال: قلب أسفلها أعلاها.
وأخرج ابن المنذر، عن الضحاك في قوله: {أحيط بثمره} قال: أحاط به أمر الله فهلك.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {ولم تكن له فئة} قال: عشيرة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {ولم تكن له فئة} قال: عشيرة.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {ولم تكن له فئة} أي جند يعينونه {من دون الله وما كان منتصرًا} أي ممتنعًا.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مبشر بن عبيد قال: {الولاية} الدين والولاية ما أتولى.
وأخرج الحاكم وصححه، عن صهيب أن- النبي صلى الله عليه وسلم- لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها: «اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين فإنا نسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها». اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}.
قوله: {يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ}: قرئ: {تَقَلَّبُ كَفَّاه}، أي: تتقلَّب كفَّاه. و{أصبح}: يجوزُ أَنْ تكونَ على بابِها، وأَنْ تكونَ بمعنى صار، وهذا كنايةٌ عن الندمِ لأنَّ النادمَ يَفْعل ذلك.
قوله: {عَلَى مَآ أَنْفَقَ} يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ ب {يُقَلِّب}، وإنما عُدِّيَ ب {على} لأنَّه ضُمِّن معنى يَنْدَمُ.
وقوله: {فيها}، أي: في عِمارتها. ويجوز أَنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنَّه حالٌ مِنْ فاعلِ {يُقَلَّبُ}، أي: مُتَحَسِّرًا. كذا قَدَّره أبو البقاء. وهو تفسيرُ معنى. والتقديرُ الصناعيُّ إنما هو كونٌ مطلقٌ.
قوله: {ويقولُ} يجوز أَنْ يكونَ معطوفًا على {يُقَلَّبُ}، ويجوز أَنْ يكونَ حالًا.
قوله: {وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ}: قرأ الأخَوان {يَكُنْ} بالياء مِنْ تحتُ. والباقون مِنْ فوقُ، وهما واضحتان؛ إذ التأنيثُ مجازيٌّ، وحَسَّن التذكيرَ الفصلُ.
قوله: {يَنْصُرُونه} يجوزُ أَنْ تكونَ هذه الجملةُ خبرًا وهو الظاهرُ، وأَنْ تكونَ حالية، والخبرُ الجارُّ المتقدِّمُ، وسوَّغ مجيءَ الحالِ من النكرة تقدُّمُ النفيِ. ويجوز أَنْ تكونَ صفةً لـ: {فئة} إذا جَعَلْنا الخبرَ الجارَّ.
وقال: {يَنْصُرونه} حَمْلًا على معنى {فِئَة} لأنهم في قوةِ القوم والناس، ولو حُمِل على لفظِها لأُفْرِد كقولِه تعالى: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله وأخرى كَافِرَةٌ} [آل عمران: 13].
وقرأ ابن أبي عبلة: {تَنْصُرُه} على اللفظ. قال أبو البقاء: ولو كان تَنْصُره لكان على اللفظ. قلت: قد قرئ بذلك كما عَرَفْتَ.
قوله: {هُنَالِكَ الولاية لِلَّهِ}: يجوز أَنْ يكونَ الكلامُ تَمَّ على قوله: {منتصرًا} وهذه جملةٌ منقطعةٌ عمَّا قبلَها، وعلى هذا فيجوز في الكلامِ أوجهٌ، أحدُها: أَنْ يكونَ {هنالك الوَلايةُ} مقدَّرًا بجملةٍ فعليةٍ، فالولايةُ فاعلٌ بالظرف قبلها، أي: استقرَّتِ الولايةُ لله، و{لله} متعلقٌ بالاستقرار، أو بنفسِ الظرفِ لقيامِه مَقامَ العاملِ أو بنفسِ الوَلاية، أو بمحذوفٍ على أنه حالٌ من {الولاية}، وهذا إنما يتأتَّى على رَأْيِ الأخفش من حيث إنَّ الظرفَ يرفعُ الفاعلَ مِنْ غيرِ اعتماد.
والثاني: أَنْ يكونَ {هنالك} منصوبًا على الظرف متعلقًا بخبر {الولاية} وهو {لله} أو بما تعلَّق به {لله} أو بمحذوفٍ على أنَّه حالٌ منها، والعاملُ الاستقرار في {لله} عند مَنْ يُجيز تقدُّمَ الحالِ على عاملِها المعنويِّ، أو يتعلَّق بنفس {الولاية}.
والثالث: أَنْ يُجْعَلَ {هنالك} هو الخبر، و{لله} فَضْلةٌ، والعاملُ فيه ما تقدَّم في الوجه الأول.
ويجوز أن يكونَ {هنالك} مِنْ تتمة ما قبلها فلم يَتِمَّ الكلامُ دونَه، وهو معمولٌ لـ: {منتصِرًا}، أي: وما كان منتصرًا في الدار الآخرة، و{هنالك} إشارةٌ إليها. وإليه نحا أبو إسحاق. وعلى هذا فيكون الوقفُ على {هنالِك} تامًَّا، والابتداءُ بقوله: {الوَلايةُ لله} فتكونُ جملةً مِنْ مبتدأ وخبر.
والظاهرُ في {هنالك}: أنَّه على موضوعِه مِنْ ظرفيةِ المكان كما تقدَّم معناه. وتقدَّم أنَّ الأَخَوين يَقْرآن {الوِلاية} بالكسرِ، والفرقُ بينها وبين قراءةِ الباقين بالفتح في سورة الأنفال فلا معنى لإِعادتِه.
وحُكي عن أبي عمروٍ والأصمعيِّ أنَّ كسرَ الواوِ هنا لحنٌ. قالا: لأنَّ فِعالة إنما تجيءُ فيما كان صنعةً أو معنى متقلدًا، وليس هناك تَوَلِّي أمورٍ.
قوله: {الحق} قرأ أبو عمروٍ والكسائيُّ برفع {الحقُّ} والباقون بجرِّه، والرفعُ، من ثلاثةِ أوجهٍ، أحدُها: أنه صفةٌ للوَلاية. الثاني: أنه خبرُ مبتدأ مضمرٍ، أي: هو، أي: ما أَوْحيناه إليك. الثالث: أنه مبتدأٌ، وخبرُه مضمرٌ، أي: الحقُّ ذلك. وهو ما قُلْناه.
والجرُّ على أنه صفةٌ للجلالةِ الكريمة.
وقرأ زيدُ بن علي وأبو حيوة وعمرو بن عبيد ويعقوب: {الحقَّ} نصبًا على المصدرِ المؤكِّد لمضمونِ الجملة كقولك: هذا عبدُ اللهِ الحقَّ لا الباطلَ.
قوله: {عُقبًا} عاصمٌ وحمزةُ بسكونِ القافِ، والباقون بضمها. فقيل: لغتان كالقُدُس والقُدْس. وقيل: الأصل الضمُّ، والسكونُ تخفيفٌ. وقيل: بالعكس كالعُسْر واليُسْر، وهو عكسُ معهودِ اللغةِ. ونصبُها ونصب {ثوابًا} و{أملًا} على التمييز لأفعل التفضيل قبلها. ونقل الزمخشري أنه قرئ: {عُقْبى} بالألف وهي مصدرٌ أيضًا كبُشْرى، وتُروى عن عاصم. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42)}.
إذا ظَهَرَ خسرانُ مَنْ آثر حظَّه على حقِّ الله، قَرَع بابَ ندامته، ثم لا ينفعه.
ولو قرع باب كَرمِه في الدنيا- حين وقَعتْ له الفترةُ- لأشكاه عند ضرورته، وأنجاه من ورطته.. ولكنه رُبِط بالخذلان، ولُبِّسَ عليه الأمرُ بحُكْمِ الاستدراج.
قوله: {وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ}: مَنْ اشْتَهَرَ أمرُهُ بِسُخْطِ السلطانِ عليه لم ينظر إليه أحدٌ من الجُنْدِ والرعية، كذلك مَنْ وَسمَه الحقُّ بكيِّ الهَجْرِ لم يَرْثِ له مَلَكٌ ولا نبيٌّ، ولم يَحْمِه صديقٌ ولا وليٌّ. {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44)} هو الحقُّ المتفرِّدُ بنعتِ ملكوته، لا يشرك في جلال سلطانه من الحدثان أحدًا، وإذا بدا من سلطان الحقيقة شظية فلا دعوى ولا معنى لبشر، ولا وزن فيما هنالك لحدثان ولا خطر، كلاَّ.. بل هو الله الخلاَّق الواحد القهار. هنالك الوِلاية لله أي القدرة- والواو هنا بالكسر. وهنالك الوَلاية لله أي النصرة- والواو هنا بالفتح. اهـ.